قضايا و حوادث عائلة تقتات من المزابل.. تفترش الأرض وتلتحف السّماء...
حيرة..ألم ودموع ارتسمت على وجه امرأة عانت الكثير، تعايش الحرمان والخصاصة وتفتقد الى أدنى مقومات العيش الكريم، هي ربة بيت وام لخمسة ابناء انقطع اربعة منهم عن التعليم ليحتضنوا المزابل والحفر بحثا عن وعاء أو قارورة أو بقايا طعام يؤمنون به غذاءهم اليومي. صورة قاتمة السواد تدمع العين الناظرة اليها، ملابس بالية، أغطية ممزّقة، أواني مبعثرة اكتسحها الصدأ.
تلك هي الحالة التي وجدنا عليها هذه العائلة القاطنة بحي منوبية1 من معتمدية الحرايرية ولاية تونس.
سنقلّل من الحروف والكلمات حتى لا يجفّ حبر الكتابة وسنترك المجال للصّور فقط لتكون المعبّر الوحيد عن المأساة الغارقة في الألم والمعاناة المتواصلة منذ اكثر من عقد من العمر.
الأمّ حبيبة تعاني من أمراض مزمنة وتعالج بمعهد صالح عزيز ومستشفى الرازي، الأب تحصّن بالغياب ليتركها وحيدة تواجه مصيرها المظلم، وعليها ان تعتني بأبنائها وتوفّر لهم الغذاء لبطونهم الجائعة، الأبناء جميعهم غادروا الدراسة لضيق ذات اليد ولم تتمكّن الا ابنتها من مواصلة دراستها والنجاح وهي الآن في كلية الحقوق بصفاقس لعلّها تعيد الحقوق المسلوبة وحق الحياة في ظروف احسن لأفراد عائلتها.
أين العيون والأفواه؟
هذه العائلة لا تعتمد سوى على منحة العائلات المعوزة في تأمين البعض من الرغيف والكساء والدواء الحالة التي عليها هذه العائلة تتطلب التدخل العاجل لاخراجها من بوتقة الحرمان والنسيان، خاصة ان كلّ شروط التمتّع بالمسكن الاجتماعي متوفرة لديها وتعطيها الأوّلية في ذلك. يحق لنا التساؤل: اين عيون الساهرين على تأمين العيش الكريم للمواطن واين الذين يؤثثون البرامج التلفزية بالكلام الكثير حول السياسة مع نسيان معاناة الكثير من ابناء هذا الشعب، الفقر في بلدي الكثير من الفقر يتطلب تظافرمجهود الجميع للقضاء عليه، فمتى تتحرك الأيادي والأدمغة وترسم الطريق لذلك لتعيد البسمة للأفواه الجائعة والحياة للعقول الشاردة بحثا عن نقطة ضياء في العتمة القاتلة؟.
خميس اليزيدي